تؤكد الدراسات الحديثة..اليوم أن إحترام شخصية الطفل..ومنحه مساحة كافية للتعبير عن رأيه ووجهة
نظره..لهي من العوامل الأساسية التي تسهم في بناء
شخصية..سليمة..وقويمة..ترتكز على مبادئ الحرية
الفكرية والشخصية..التي ينتج عنها..أفراد صالحون
متوازنون..يتمتعون بحرية رأي وفكر..وبإرادة قوية
وبروح مسؤوليةٍ عالية..
ويظن الكثير من الناس أننا لا نمتلك هذه المرونة في
الفكر..والحرية في عالمنا العربي..والإسلامي على وجه الخصوص..كونه يخضع لتعاليم ..تعود
لألف وأربع مائة عام..سابقة..وهي تُعدّّ حقبة زمنية
بعيدة المدى..بالمقارنة بعالم اليوم..
ومن المؤسف ان لا يدرك الكثيرون..وبالأخص من
المسلمون..بان الإسلام..هو من اكثر الديانات الداعية
لحرية الفكر..والرأي..والدليل ما ذُكِر في سورة الكافرون.. ( لكم دينكم ولي دين )..
وفي مدرسة نبينا الكريم..ما نرى من إحترام للفكر
والطفل..والنشئ الشيئ الكثير..ونذكر منها قصة..
زيد بن ثابت..رضي الله عنه.. عندما أعجب قومه به وهو صبي
صغير بحفظه..بعض سور القرآن..فقال..
ذهب بي قومي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا : يا رسول الله هذا غلام من بني النجار معه مما أنزل الله عليك بضع عشرة سورة فأعجب ذلك النبي صلى الله عليه و سلم وقال يا زيد تعلم لي كتاب يهود فإني والله ما آمن يهود على كتابي قال زيد فتعلمت كتابهم ما مرت بي خمس عشرة ليلة حتى حذقته وكنت أقرأ له كتبهم إذا كتبوا إليه وأجيب عنه إذا كتب. ..
رواه البخاري تعليقاً وأحمد ..
فأنظر للثقة..التي منحها رسول الله لطفل صغير..
ماذا فعلت..به حفزته لمزيد من الإجتهاد والعمل
وكأنه أصر..وعاهد نفسه على ان ينجح في هذه المهمه الموكلةِ له..في أقصر وقتٍ ممكن لكسب المزيد من الإحترام والثقة..
فثقة الكبير للصغير..لها أثرٌ بالغ ..في صناعة التغيير
لدى نفس الطفل..وشخصه..لتحوله من غلام ..
لايجيد سوى اللهو..إلى رجلٌ ..يضع أولى خطواته
في ميادين الشرف والرجولة..