فوئد المخلل

ربما سمعت الكثير عن الأضرار التي قد تلحق بك نتيجة الإكثار من تناول المخللات ، لما تحتوي عليه من أملاح زائدة .
ولكن هل فكرت إذا كانت للمخللات جوانب أخرى مضيئة ؟!
بالفعل ، فقد أثبتت الدراسات الأخيرة أنَّ تناول المخللات والأطعمة المخمَّرة يقلِّل من (إضطراب القلق الإجتماعي-Social anxiety disorder)
وهو نوع من الخوف الدائم والغير مُبرَّر يظهر في المواقف التي يشعر فيها الشخص أنَّه تحت المجهر أو مُراقب من الجميع ، مثل المناسبات العامَّة أو التقدّم لإلقاء كلمة.

إنَّه من المعروف على مر العصور أن الحالة العقلية تؤثِّر بشكلٍ كبير على حالة أمعائنا الداخلية ، فالقلق والتوتُّر يصحبه شعور بالغثيان أو الإسهال ، وكذلك الإكتئاب يصحبه فقدان أو زيادة الشهيَّة.
والعكس تمامًا ، فإنَّ ملايين البكتيريا التي تسكن أمعائك تؤثِّر على حالتك النفسية والعقلية وما تشعر به.

فالأبحاث التي أُجريت على الفئران أثبتت أنَّ:
ال(ميكربيوم-Microbiom) وهي مجموعة من الميكروبات التي تتعايش مع الجسم وداخل الأمعاء.
تلعب دورًا هامًا في الصحة العقلية ، و أنَّ الفئران التي تخلو أجسامها من الميكربيوم تعاني من الإضطرابات والقلق والتوتر.
ثم أشارت الدراسات أنَّ الـ(البروبيوتيك-probiotics) وهو نوع نافع من الميكربيوم يوجد في الأطعمة المخمرة والمخللات ، يزيد من إنتاج (حمض الجاما-gamma acid) والذي يعمل كناقل رئيسيّ للجهاز العصبيّ المركزيّ .
ويؤدِّي هذا الحمض بدوره عمل الأدوية المضادة للقلق والإضطراب.

جدير بالذكر أنَّ الميكروبيوم أمر معقد ، فالجسد الصحيّ يعتبر ميناء لآلاف الأنواع من الميكروبات ، ولكن إذا حدث فقدان للتوازن بينهم-كما يحدث في بعض الأنظمة الغذائية من المواد المصنعة ، أو التعرُّض لجرعات زائدة من المضادات الحيويَّة-
فإنَّها تعرِّض الجسم للحساسيَّة ، الربو ، السمنة ، أمراض القلب والأوعية الدمويَّة.

ولذلك إذا كنت معرض للأصابة بالقلق الإجتماعي قبل حفلة ما ، أو انتظارًا لمكالمة تلفونيَّة قاسية ، أو لإلقاء كلمة ما على مسمع من الجميع ، عليك بتجربة المخلل.
أنت فقط بحاجه لتدعيم ميكروباتك!