العلاقة بين النوم والسمع:
يتميز القرآن بأن كل عبارة فيه جاءت في موضعها المناسب، وقد أودع الله في هذه العبارات معجزة تشهد على أنه لا يمكن لأحد أن يغير حرفاً من كتاب الله ولو حدث ذلك سيختل النظام المحكم لهذه العبارات. ولكن دعونا نتساءل: هل هناك علاقة بين النوم والسمع؟ علمياً أثبت العلماء هذه العلاقة، ولكن قرآنياً كيف تحدث الله عن النوم؟ يقول تعالى: (وَمِنْ آَيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ) [الروم: 23]. وهنا نتوقف قليلاً ونتوقع ماذا يمكن أن يأتي بعد هذه الكلمات الإلهية الرائعة، فالآية تحدثنا عن آية النوم أي معجزة النوم، لأن كلمة (آية) تعني (معجزة)، أي أن تفسير الآية هو: ومن معجزاته نومكم في الليل وفي النهار.
والعجيب أن الله تعالى ختم هذه الآية بقوله جل وعلا: (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ) سبحان الله!! ربط بين النوم وبين السمع، وهذه إشارة قرآنية لطيفة إلى أهمية الاستماع إلى القرآن أثناء النوم، والله أعلم. ولذلك من المنطقي والطبيعي أننا عندما نتحدث عن النوم أن نتحدث عن السمع، وهذا ما فعله القرآن عندما ربط بين النوم بالليل والنهار: (مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ) وبين السمع (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ).
مع العلم أن سورة الروم حيث وردت هذه الآية فيها كثير من هذه العبارات، ودائماً تأتي العبارة مرتبطة بما قبلها وبما يتناسب مع النص القرآني، وهذا إعجاز يُضاف للرصيد الإعجازي اللامنتهي لكتاب الله تعالى.
مثلاً يقول تعالى: (وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً) [الروم: 21]، لاحظوا معي كيف تتحدث هذه الآية عن الخلق والسكون للزوجة فهذه العملية تحتاج لتفكير ودراسة وتعمق وتحتاج إلى تدبر وتفكّر، ولذلك ختمت الآية بقوله تعالى: (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ).
ويقول في نفس السورة: (وَمِنْ آَيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا) [الروم: 24]، إن دراسة ظاهرة البرق ونزول المطر وتشكله وخروج النبات من الأرض هذه عمليات عقلية تحتاج لدراسة علمية لاكتشاف القوانين الفيزيائية التي تحكم هذه الظواهر، أي لابد من استخدام العقل، ولذلك خُتمت الآية بقوله تعالى: (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ).
أما بعض المواضيع المتعلقة بالإيمان بالغيب والمستقبل فلا ينفع معها المنطق، بل تحتاج إلى إيمان، مثل الرزق، يقول تعالى في نفس السورة: (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ) [الروم: 37] فالرزق ليس له قانون محدد ولا يمكن لإنسان أن يتنبأ برزقه، وموضوع الرزق يتطلب إيماناً من المؤمن، ولذلك خُتمت هذه الآية بقوله تعالى: (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ)..... وهكذا نجد كل آية تختتم بعبارة محددة تتناسب مع المعنى اللغوي للآية. وهذا ضروري لمن يحب أن يحفظ القرآن، من الضروري أن يتأمل هذا الترابط لكي لا تختلط عليه نهايات الآيات كما يحدث مع كثيرين.
ولا يسعنا إلا أن ندعو الله تعالى أن يرزقنا حفظ كتابه، وسوف أطرح عليكم هذا السؤال يا أحبتي وأترك لكم أن تتخيلوا معي: هل هناك أجمل من أن تلقى الله تعالى يوم القيامة وأنت حافظ لكلامه؟
المصدر موقع الكحيل
يتميز القرآن بأن كل عبارة فيه جاءت في موضعها المناسب، وقد أودع الله في هذه العبارات معجزة تشهد على أنه لا يمكن لأحد أن يغير حرفاً من كتاب الله ولو حدث ذلك سيختل النظام المحكم لهذه العبارات. ولكن دعونا نتساءل: هل هناك علاقة بين النوم والسمع؟ علمياً أثبت العلماء هذه العلاقة، ولكن قرآنياً كيف تحدث الله عن النوم؟ يقول تعالى: (وَمِنْ آَيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ) [الروم: 23]. وهنا نتوقف قليلاً ونتوقع ماذا يمكن أن يأتي بعد هذه الكلمات الإلهية الرائعة، فالآية تحدثنا عن آية النوم أي معجزة النوم، لأن كلمة (آية) تعني (معجزة)، أي أن تفسير الآية هو: ومن معجزاته نومكم في الليل وفي النهار.
والعجيب أن الله تعالى ختم هذه الآية بقوله جل وعلا: (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ) سبحان الله!! ربط بين النوم وبين السمع، وهذه إشارة قرآنية لطيفة إلى أهمية الاستماع إلى القرآن أثناء النوم، والله أعلم. ولذلك من المنطقي والطبيعي أننا عندما نتحدث عن النوم أن نتحدث عن السمع، وهذا ما فعله القرآن عندما ربط بين النوم بالليل والنهار: (مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ) وبين السمع (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ).
مع العلم أن سورة الروم حيث وردت هذه الآية فيها كثير من هذه العبارات، ودائماً تأتي العبارة مرتبطة بما قبلها وبما يتناسب مع النص القرآني، وهذا إعجاز يُضاف للرصيد الإعجازي اللامنتهي لكتاب الله تعالى.
مثلاً يقول تعالى: (وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً) [الروم: 21]، لاحظوا معي كيف تتحدث هذه الآية عن الخلق والسكون للزوجة فهذه العملية تحتاج لتفكير ودراسة وتعمق وتحتاج إلى تدبر وتفكّر، ولذلك ختمت الآية بقوله تعالى: (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ).
ويقول في نفس السورة: (وَمِنْ آَيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا) [الروم: 24]، إن دراسة ظاهرة البرق ونزول المطر وتشكله وخروج النبات من الأرض هذه عمليات عقلية تحتاج لدراسة علمية لاكتشاف القوانين الفيزيائية التي تحكم هذه الظواهر، أي لابد من استخدام العقل، ولذلك خُتمت الآية بقوله تعالى: (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ).
أما بعض المواضيع المتعلقة بالإيمان بالغيب والمستقبل فلا ينفع معها المنطق، بل تحتاج إلى إيمان، مثل الرزق، يقول تعالى في نفس السورة: (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ) [الروم: 37] فالرزق ليس له قانون محدد ولا يمكن لإنسان أن يتنبأ برزقه، وموضوع الرزق يتطلب إيماناً من المؤمن، ولذلك خُتمت هذه الآية بقوله تعالى: (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ)..... وهكذا نجد كل آية تختتم بعبارة محددة تتناسب مع المعنى اللغوي للآية. وهذا ضروري لمن يحب أن يحفظ القرآن، من الضروري أن يتأمل هذا الترابط لكي لا تختلط عليه نهايات الآيات كما يحدث مع كثيرين.
ولا يسعنا إلا أن ندعو الله تعالى أن يرزقنا حفظ كتابه، وسوف أطرح عليكم هذا السؤال يا أحبتي وأترك لكم أن تتخيلوا معي: هل هناك أجمل من أن تلقى الله تعالى يوم القيامة وأنت حافظ لكلامه؟
المصدر موقع الكحيل

